إنَّ عملية القلب المفتوح من الجراحات الكبرى والدقيقة التي تُجرى للمرضى من أجل علاج أمراض القلب المُختلفة، وعادةً ما تستغرق فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح وقتًا طويلًا لكي يعود كل شيء لطبيعيته ويُمارس المريض حياته دون مشكلات.
نوضح -ضمن إطار هذا المقال- أهم ما يخص فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح، كما نستعرض أهم النصائح التي يوجهها جرَّاحو القلب المختَّصون إلى المرضى خلال تلك الفترة الحَرجِة.
عملية القلب المفتوح.. جراحةٌ تُنقذ حياة المرضى
عملية القلب المفتوح هي جراحةٌ تُجرى عن طريق فتح عظمة مُنتصف الصدر بهدف الوصول إلى عضلة القلب وتنفيذ الإجراء الجراحي اللازم لعلاج المشكلة التي أصابت القلب أو أحد الشرايين المُتَّصلة به.
نستنتج إذًا أنَّ جراحة القلب المفتوح لا تهدف إلى علاج مَرض بعينه في القلب، بل هي طريقة تُستخدم لعلاج مشكلات القلب المختلفة، مثل:
- استبدل أحد صمامات القلب الأربعة.
- علاج أمراض الشرايين الكبرى، مثل: تمدد الشرايين أو ضيقها.
- إصلاح العيوب الخلقية التي تُصيب القلب، مثل: ثقب القلب.
- استئصال أورام القلب.
على الرغم من حساسية تلك العملية، فإنها تُمثل طوق النجاة لمرضى القلب والشرايين وتُساعدهم على استكمال حياتهم طبيعيًا، وكلما كان جرَّاح القلب صاحب خبرة، زادت معدلات نجاح العملية.. وفيما يلي نتعرف على نسبة أمان هذه العملية..
نسبة أمان عملية القلب المفتوح لكبار السن
يعتقد الناس أنَّ خضوع كبار السن الذين يشكون أمراض القلب إلى جراحة كُبرى كعملية القلب المفتوح أمرٌ يُعرِّضهم للخطر والمضاعفات.
لكن على العكس تمامًا.. فإذا توافرت العوامل الآتية، سوف تكون عملية القلب المفتوح لكبار السن آمنة، وتتمثل تلك العوامل في:
- تشخيص المريض بدقة
تقييم حالة المريض جيدًّا خلال مرحلة التشخيص، والاطلاع على نتائج فحوصاته وتحاليله للتحقق من عدم وجود مشكلات صحية تمنع خضوعه لذلك النوع من الجراحات.
- تجهيز المريض طبيًّا قبل العملية
تجهيز المريض بدقة شديدة خلال الأيام التي تسبق العملية، وذلك عن طريق مُتابعة مستويات الضغط والسكري وحالة القلب ووظائف الأعضاء، إلى جانب تنبيه المريض على الالتزام بالتعليمات المرتبطة بالنظام الغذائي ومواعيد الصوم.
فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح
ذكرنا آنفًا أنَّ جراحة القلب المفتوح تعتمد على فتح عظمة منتصف الصدر من أجل الوصول إلى عضلة القلب وإصلاح المشكلة الموجودة.
يُغلق الطبيبُ الجرحَ بعد الانتهاء من تنفيذ خطوات الجراحة.. ونظرًا إلى عُمق ذلك الجرح، سوف يحتاج المريض لفترة استشفاء طويلة حتى يلتئم الجرح ويعود كل شيء بخير.
تستغرق فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح بضعة أشهر -حوالي ستة أشهر تقريبًا- لكن تظل الأسابيع الأولى من تلك الفترة هي الأهم على الإطلاق.
ينبغي للمريض الاهتمام بنظافة جرح الصدر خلال فترة الاستشفاء، إلى جانب الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن الاستحمام، مثل:
- تجنُب حك الجرح أو فركه بعنف باستخدام الليفة الخشنة.
- تجفيف منطقة الجرح برفق بعد الاستحمام.
تحذير شديد الأهمية..
عند ملاحظة أي أعراض غريبة كخروج إفرازات من الجرح، أو احمرار الجرح، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمَّى)، ينبغي للمريض التوجه فورًا إلى طبيب القلب، لأن تلك العلامات تُنبئ بإصابة الجرح بالعدوى.
ضيق التنفس بعد عملية القلب المفتوح
قد يجد المرضى صعوبةً في التنفس بعد خضوعه لعملية القلب المفتوح، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنَّ هناك مشكلة قد أصابت الرئتين أو الجهاز التنفسي.
عمومًا إنَّ ضيق التنفس بعد عملية القلب المفتوح أو “النهجان” من الأعراض الشائعة التي تُصيب المرضى خلال مرحلة الاستشفاء بسبب التدخل الجراحي الذي أجُري للقلب.
من الطبيعي أن يشعر بعض المرضى بصعوبة التنفس أثناء بذل المجهود في مرحلة التعافي، لكن ينبغي استشارة الطبيب في جميع الأحوال، لا سيما إذا وجد المريض صعوبةً في التنفس أثناء الراحة.
قد تدل صعوبة التنفس على التهاب الرئتين أو وجود تجمُّع دموي حول الرئتين، لذلك على المريض الحرص الشديد وعدم إهمال أي علامات غريبة ذات صلة بالجهاز التنفسي.
متى تُصبح تجربتي مع عملية القلب المفتوح ناجحة؟
تستطيع أن تقول: “إنَّ تجربتي مع عملية القلب المفتوح ناجحة” إذا مضت أشهر التعافي بسلام دون مضاعفات خطيرة، وعُدَّت إلى عملك وحياتك الطبيعية، ومارست نشاطاتك اليومية بكفاءة.
إلى هنا نصل إلى ختام محتوى مقالنا بعنوان “فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح” نتمنى لكل من قرأ المقال الاستفادة.
0 تعليق