يومًا بعد يوم نكتشف المزيد من إبداع خلق الله فينا، وكيف يمكن لخلية واحدة لا تُرى بالعين المجردة أن تُغير مسار حياتنا.
ومن الأمور التي نقف أمامها عاجزين هي تلك المُضغة الصغيرة التي تقع في الجانب الأيسر من الصدر وكيف خُلفت بإحكام شديد ووكّل إليها أهم وظيفة حيوية بالجسم، وهي ضخ الدم، وخُلق لها بوابات نسيجية تنظم تدفق الدم منه وإليه “الصمامات القلبية”.
المقال التالي مخصص عن عملية تغير الصمام الميترالي (التاجي) أهم صمامات القلب، والأسباب التي تستدعي إجراء هذه العملية.
كيف تؤثر أمراض الصمام الميترالي على سائر الجسد؟
على الرغم من كونه نسيجًا صغيرًا شديد الدقة، إلا أن إصابته بالارتخاء والارتجاع -عودة الدم من خلاله من البطين إلى الأذين عكس المعتاد- يؤثر على حياة المُصاب بالكامل، فتظهر عليه أعراض بالغة، منها:
- آلام شديدة بالصدر.
- الكحة والسعال المستمر.
- ضيق التنفس والنهجان.
- الشعور العام بالإرهاق.
- عدم انتظام ضربات القلب.
تزداد حدة الأعراض في حال زيادة المجهود البدني المبذول، وتقدم الحالة وتركها دون علاج، حتى نصل إلى مرحلة متطورة من المرض وتصبح عملية تغيير الصمام الميترالي هي الأمل الوحيد للتعافي.
عملية تغيير الصمام الميترالي
نظرًا لأهميته الشديدة في تنظيم مرور الدم وتدفقه من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، لا يفضل الأطباء إجراء عملية تغيير الصمام الميترالي إلا في حالات الضرورة القصوى التي قد تتعرض فيها حياة المصابين للخطر إذا لم يتم اتخاذ قرار إجراء العملية.
عملية تغيير الصمام الميترالي من التدخلات الجراحية التي يلجأ لها الأطباء مع حالات الإصابة المتقدمة التي لا يصلح معها ترميم الصمام أو إصلاحه، ويصبح حينئذ لا بديل عن تغيير ذلك النسيج المتهالك واستبداله بآخر حيوي أو معدني.
اقرا ايضا عن : 3 طرق لـ علاج ارتجاع الصمام الميترالى
عملية استبدال الصمام الميترالي بين الماضي والحاضر
سابقًا كانت تُجرى عملية تغيير الصمام الميترالي من خلال الجراحة المفتوحة وشق عظمة الصدر فقط، وهو ما كان يُعرض المريض لمخاطر ومُضاعفات متعددة تتعلق بـ:
- طول المدة اللازمة لشفاء الجرح.
- إصابه الجرح بالعدوى والالتهاب.
الآن ومع التقدم التكنولوجي الذي شهده المجال الطبي يمكن إجراء عملية تغيير الصمام الميترالي من خلال وسائل وتقنيات أخرى أكثر أمنًا.
عملية استبدال الصمام الميترالي بالمنظار
عملية تغير الصمام الميترالي بالمنظار هي الإجراء الأقل توغلًا داخل عضلة القلب، فمن خلال شق جانبي صغير بالصدر يصل الجراح إلى الصمام المُتهالك بالاستعانة بالمنظار ويستبدل هذا الصمام بآخر معدني أو نسيجي، وبالتالي تُجرى العملية من خلال فتحة جراحية صغيرة مقارنة بالجراحة التقليدية للقلب المفتوح.
ما بعد عملية تغيير الصمام الميترالي
في حال الخضوع لـ عملية تغيير الصمام الميترالي على المريض الالتزام بالآتي:
- الراحة التامة خلال الأيام الأولى من الجراحة.
- تجنب بذل أي مجهود بدني أو حمل أوزان ثقيلة تُشكل ضغطًا على مكان الجراحة.
- تطهير الجرح أولًا بأول بالمعقمات الطبية وحمايته من التعرض للأتربة والملوثات.
- الالتزام بتناول الجرعات الدوائية الموصوفة من جانب الطبيب لضمان سرعة التئام الجرح في أسرع وقت ممكن.
قد تنطوي عملية تغيير الصمام الميترالي على بعض المخاطر المحتملة، إلا أن إجراءها على يد جراح ذي خبرة ومهارة عالية يقيك من الكثير من مُضاعفاتها.
لذا نود أن نختتم معك مقالنا بنصحية هامة، وهي ضرورة التروي والاختيار الجيد للجراح الذي تلجأ له من إجل إجراء الجراحة حتى تحيى بأمان بعد العملية، وتتجنب احتمالية الإصابة بأي مضاعفات قد تهدد حياتك.
0 تعليق