قبيل الخضوع لعملية القلب المفتوح، يواجه المرضى وذويهم فترة عصيبة ينتابهم خلالها القلق والتوتر، يرفعون أكفهم تضرعًا إلى الله أن يُنجيهم ويزرق أطبائهم التوفيق والسداد في الإجراء كي يصلوا بهم إلى بر الأمان ويتمكنوا من التعافي من الجراحة.
إلا أن نجاح العملية لا يتوقف على مهارة الأطباء فقط، بل إن للمرضى كذلك دورٌ رئيس، وذلك من خلال اتباعهم للنصائح التي تساعدهم على تجاوز العملية والاستشفاء منها فى أقصر فترة ممكنة.
في المقال التالي سنُشير إلى أهم ما يمكنك فعله قبل الخضوع للجراحة لزيادة نسبة نجاح عملية تغيير شرايين القلب.
عملية القلب المفتوح والمخاطر المرتبطة بها
تُعرف عملية القلب المفتوح كونها أكثر الجراحات خطورة، والتي يحُف إجرائها العديد من المضاعفات المحتملة، مثل:
- احتمالية تعرض المريض للنزيف في أثناء الجراحة.
- مخاطر الإصابة بالعدوى.
- ضعف عضلة القلب بعد التدخل الجراحي.
- صعوبة التئام جراح العملية خاصة في حال إصابة مريض القلب بمرض السكري المزمن.
ما يمكن فهمه مما سبق أن بعض المخاطر تتعلق بكيفية إجراء الجراحة، والأخرى تعتمد على صحة المريض بوجه عام وقدرة جسده على تحمل الجراحة والتعافي منها.
ثلاث نصائح أساسية لتعزيز صحة المرضى وزيادة نسبة نجاح عملية تغيير شرايين القلب
قد تكون عملية القلب المفتوح من التدخلات الجراحية شديدة الخطورة إلا أن التقنيات الحديثة المُستخدمة في إجرائها أسهمت في زيادة نسبة نجاحها. بالإضافة إلى بعض النصائح والتعليمات التي يزيد اتباعها من نسبة نجاح عملية تغيير شرايين القلب وصماماته، والتي من أهمها:
-
نوعية الأطعمة والنظام الغذائي
قبل الخضوع لعملية القلب المفتوح قد يكون اهتمام المريض بنظامه الغذائي وتناول أطعمة صحية آخر ما يطرأ على ذهنه، على الرغم من كونه أهم الأمور التي تُسهم في زيادة نسبة نجاح عملية تغيير شرايين القلب.
إمداد الجسد بما يحتاجه من فيتامينات وعناصر غذائية يُساعد المريض على سرعة التعافي والتئام الأنسجة بعد الجراحة كما يُسهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي للوقاية من مخاطر الإصابة بالعدوى خلال الجراحة أو بعد إجرائها. لذا أفضل ما يمكن لمريض القلب فعله في أثناء انتظار الجراحة الاهتمام بنظامه الغذائي.
يمكنك الاعتماد على نظام غذائي يتضمن الكمية الكافية من البروتينات عن طريق تناول: السمك، والدجاج، واللحوم الحمراء الخالية من الدهون.
كما يمكن الحصول عليها من بعض أنواع الحبوب مثل: الفول، والمكسرات، بالإضافة إلى ضرورة تناول الفاكهة والخضراوات يوميًا.
-
الحفاظ على وزن الجسم المثالي
زيادة الوزن أو نقصانه عن الوزن المثالي قد يُعرض صاحبه لمُضاعفات عدة، لا سيما في حال الخضوع لجراحة محفوفة بالعديد من المخاطر مثل: جراحة القلب المفتوح.
تتسبب زيادة الوزن في طول الفترة اللازمة للتعافي من الجراحة وتزيد من احتمالية حدوث المخاطر، وهو ما سيؤثر سلبًا على نسبة نجاح عملية تغيير شرايين القلب.
لن يختلف الأمر كثيرًا في حال الإصابة بالنحافة، ففي حال أن كان جسد مريض القلب ضعيفًا، لا يحصل على القدر الكافي من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها، قد يتسبب ذلك في إبطاء معدل التعافي.
-
دور التمارين الرياضية في تنشيط الجسم قبل الجراحة
على الرغم من سوء الحالة الصحية المُصاحبة للإصابة بتلف أو انسداد شرايين القلب، إلا أن ذلك لن يمثل عائقًا يمنع المُصابين من ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة، فهي جيدة لتنشيط الدورة الدموية في الجسم، بالإضافة إلى كونها مصدر إلهاء مناسب يشغل عقل المريض عن الأفكار السلبية المتعلقة بالجراحة.
تُسهم ممارسة التمارين الرياضية في زيادة النشاط البدني وهو ما يحث العقل على إفراز الإندورفين، والذي يمكن أن يقلل من الشعور بالألم ويساعد على الشعور بمزيد من الإيجابية.
هل هناك نوعية محددة من التمارين التي يوصي بها الأطباء؟
عادةً لا يُشير الأطباء إلى تمارين بعينها، بل ينصحون بالبدء بممارسة التمارين الرياضية تدريجيًا وعدم بذل مجهود زائد في أدائها يشكل عبئًا على صحة القلب في هذا الوقت الحرج.
يمكن لمريض القلب البدء بممارسة المشي لمدة عشر دقائق يوميًا على سبيل المثال، ومن ثم زيادة الفترة تدريجيًا، ستساعده الحركة في الهواء الطلق على تحسين حالته النفسية وإمداد رئتيه بقدر كاف من الأكسجين.
بهذا نكون انتهينا من سرد ما نود أن ننصح به جميع مرضى القلب لزيادة نسبة نجاح عملية تغيير شرايين القلب أو صماماته.
إذا كنت تعرف أحد المرشحين لهذه العملية انصحه بقراءة هذا المقال والالتزام بتنفيذ النصائح والتعليمات الواردة فيه، فستساعده على تجاوز أزمته الصحية في فترة وجيزة بإذن الله.
0 تعليق